الثلاثاء، 16 فبراير 2010

لا تخش المنافسين.. فهم طريق النجاح لمشروعك



كثير منا قبل البدء بمشروعه الذي كان يطمح لتحقيقه ينظر إلى المنافسين في السوق كأنهم وحوش ينتظرونه لنقضوا عليه وليقضوا على مشروعه !!
كثير منا يعتقد أنه ليس هناك سبيل للنجاح أمام هذا العرض الهائل في عصرنا وأمام كبرى الشركات ويعتقد أن منافستها ضرب من المستحيل !!

كنت أطالع في مدونة أخي شبايك ووجدت هذه الكلمات البسيطة الرائعة لمن تأملها وأحسن استخلاص الفائدة منها :
" - لا تخش المنافسين، فلم يقلق فريق عمل جووجل في بدايته من عمالقة منافسين مثل ياهوو ومايكروسوفت، فإذا كنت تؤمن بقدرة نشاطك التجاري على النجاح، فرحب بجميع المنافسين، وكن شجاعاً."

وأقول : لا تجعل من كل منافس امامك حجرا تعثر به او جدارا تقف امامه لكن اجعل من كل واحد منهم درجة لتصعد عليها وتجعلها سلما للنجاح وبلوغ القمة.
فبعكس نظرتنا التشاؤمية للمنافسين أعتقد ان وجودهم فيه فائدة عظيمة لأصحاب المشاريع الجديدة والطموحة :
اولا - لأنك تستفيد من أخطائهم وتتجنبها.
ثانيا - أن تجمعهم جميعا في سلة واحدة وتجعلهم منافسا واحدا حتى لا تتشتت أفكارك.
ثالثا - نافسهم في الجودة والنوعية والخدمة الأفضل للعميل وليس بالكثرة واغراق السوق لأن هذا يضرك أكثر مما يضرهم.

لا مبرر للمصارعة!
المصارعة في المنافسة لا تتوافق مع الأعمال التجارية الصغيرة، فإن الانصراف إلى متابعة أخبار المنافس والعمل على التغلب عليه أمر يأخذ الكثير من الجهد والمال الذي عادة لا تتحمله ميزانية الأعمال التجارية الصغيرة، ويتم ذلك عادة في ميادين الشركات الكبيرة ذات الفروع العالمية، حيث إن الاستثمارات كبيرة، والنجاح والبقاء هو أمر ضروري، والتخلف عن المنافس قد يقضي على الشركة الكبيرة مما يضر بأموال المستثمرين، ويعتبر من تقصير الإدارة في مهماتها.

دراسة التاريخ :
السجلات التاريخية قصة سلسلة من المطاعم السريعة التي رغبت في الانتشار السريع، ورغبت في قفل الباب أمام المنافسين لها فاشترت أراضي تمثل نقاط التقاطع الرئيسية على الطرق الهامة، وهذا التصرف كلفها الكثير من المال، وحجز الأموال في استثمارات معطلة، وأدى هذا التصرف المستعجل إلى القضاء على هذه السلسة من المطاعم السريعة التي ألقت بكل اهتمامها للمنافسة والصراع مع المنافسين.

النجاح مع المنافس!!إن النجاح ليس في التغلب على الآخرين وإلغاء المنافس وإخراجه من السوق، بل إن نجاح العمل ذاته مع وجود المنافسين هو نجاح مضاعف، ويجب أن يشعر صاحبه بالفخر لبقائه وسط المنافسة، فهذا دليل على وجود سوق خاص به، ودليل على وجود من يفضلونه عن الآخرين بالرغم من وجودهم.
كما أن المنافسة بذاتها قد تكون دافعا للنجاح، بحيث يبحث التاجر عن الجودة وعن الإتقان وعن التميز بالخدمة، فهذه العوامل جميعها تساعد على البقاء والنجاح في ظل منافسة حامية.

وسيزداد النجاح عندما تكون المنافسة ليست مبنية على إخراج الآخرين من السوق، بل لتقديم الأفضل أو الجديد أو الأقل تكلفة.
وكما يقال فإن كثيرا من الاختراعات والتحسينات في المواد والخدمات الجديدة كانت نتيجة المنافسة والبحث عن التميز عن الآخرين
.


وليد الجزائري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق